اسعَ… فالمستقبل ملك لمن لا يعرف اليأس

في زمنٍ يتسارع فيه الناس وراء الدنيا باندفاع أعمى، وتغمر السلبية نفوسًا كثيرة، خصوصًا بين الشباب، تتجلى الحكمة الإلهية الخالدة

 اسعَ… فالمستقبل ملك لمن لا يعرف اليأس
 اسعَ… فالمستقبل ملك لمن لا يعرف اليأس

✨ من هنا نبدأ ...

✍️ بقلم: د. م. مدحت يوسف
???? التاريخ: 31 / 08 / 2025

 في زمنٍ يتسارع فيه الناس وراء الدنيا باندفاع أعمى، وتغمر السلبية نفوسًا كثيرة، خصوصًا بين الشباب، تتجلى الحكمة الإلهية الخالدة: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾. هذه ليست مجرد آية تُتلى، بل قاعدة وجودية وناموس حياة، تضع معيارًا واضحًا: أنت مسؤول عن السعي، أما النتيجة فهي بيد الله، يؤتيها من يشاء متى شاء.

???? السعي هو مفتاح العبور من العجز إلى القوة، ومن التمني إلى التحقيق. كل ما في الكون يقوم على هذا الناموس: الأرض لا تثمر إلا بعد حرث وبذر، والعقل لا يبدع إلا بعد بحث وتفكير، والجسد لا يقوى إلا بعد تدريب ومثابرة. إنها سنّة الله في خلقه: ابذل جهدك، ودع الثمرة لربك.

???? ولعل أروع مثال خالد هو قصة السيدة هاجر عليها السلام، حين ركضت سبع مرات بين الصفا والمروة، تبحث عن الماء لطفلها إسماعيل. لم تيأس، لم تتوقف، حتى جاء الفرج الإلهي من حيث لا تحتسب، وتفجرت زمزم لتكون رمزًا أبديًا أن المعجزات لا تأتي إلا بعد السعي.

???? والتاريخ شاهد على أن السعي سرّ النهضات الكبرى:

✅ توماس إديسون جرّب مئات المرات قبل أن ينجح في اختراع المصباح الكهربائي، وكان يعتبر كل فشل خطوة أقرب إلى النجاح.

✅ أمم عظيمة مثل اليابان وألمانيا خرجت من تحت ركام الحرب والفقر، لكنها لم تيأس، فسعت بوعي وإصرار حتى أصبحت قوى عالمية.

✅ شباب معاصر بدأوا من الصفر، من ورشة صغيرة أو صفحة إلكترونية متواضعة، ومع السعي المستمر أصبحوا من أصحاب الشركات الرائدة عالميًا.

???? وهنا يظهر الفارق الجوهري: النية. فالنية الصافية تجعل السعي عبادة، والعمل بركة، والجهد طريقًا للنجاح الدنيوي والأخروي. أما النية الفاسدة، فتجعل السعي ضائعًا مهما كان ضخمًا.

???? والعلم الحديث يثبت هذه الحقيقة من زاوية أخرى؛ فقد أكدت أبحاث علم الأعصاب أن المثابرة تعيد تشكيل الشبكات العصبية في الدماغ، مما يزيد القدرة على التعلم والتفكير والإبداع. أي أن السعي لا يغيّر واقعك فقط، بل يعيد بناءك من الداخل.

???? وفي عصر الميديا المفتوح، نتابع يوميًا قصص نجاح ملهمة لأشخاص لم يعرفوا الاستسلام؛ رياضي يخسر مرارًا لكنه ينهض حتى يصير بطلًا عالميًا، وطالبة تفشل في البداية ثم تصبح نموذجًا يحتذى به. هذه القصص تجسّد رسالة واحدة: النجاح ثمرة السعي الطويل، لا الحظ العابر.

???? إن رسالة السعي ليست فردية فقط، بل هي أيضًا سر نهضة الأمم. فالأمة التي تسعى بخطى واثقة لا يمكن أن تموت، بل تنهض من جديد، وتصنع تاريخًا يخلده العالم.

✅ فلنسعَ جميعًا بوعي وإيجابية، بعلم وإيمان، بعزيمة لا تعرف الاستسلام. فلنترك النتائج لحكمة الله، ولنجعل السعي رسالتنا الخالدة.

???? اسعَ… فالمستقبل ملك لمن لا يعرف اليأس ????

خطى الوعي @topfans DrEng Medhat Youssef Moischool